يعد مضيق هرمز المضيق المائي الوحيد الذي يؤدي الى الخليج العربي؛ ويمر عبره خُمس الاستهلاك العالمي للنفط الذي يبلغ 100 مليون برميل يومياً؛ حيث تعبر المضيق ما بين 20 إلى 30 ناقلة نفط محملة بإنتاج الدول المطلة على الخليج العربي ومتجهة إلى الأسواق الرئيسية في العالم مروراً بخليج عُمان, وبمعدل ناقلة كل 6 دقائق في ساعات الذروة. حيث يبلغ عرض الممر الملاحي للمضيق ثلاثة كيلومترات في كل من اتجاه سلطنة عُمان وإيران المطلتين عليه.
إلا أنه وبعد قرار أعادت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض عقوبات على صادرات النفط الإيرانية من أجل تغيير سلوك نظامها العدواني في المنطقة. هدد النظام الإيراني بالعمل على غلق مضيق هرمز واستهداف السفن التجارية وناقلات النفط أثناء إبحارها عبر خطوط الملاحة الدولية في المنطقة. حيث بدأ النظام الإيراني بالتفكير في إعادة إحياء حرب الناقلات التي شنها ضد السفن التجارية والناقلات النفطية التابعة للدول التي تدعم العراق في ثمانينات القرن العشرين أبان حربها معه, من أجل الاضرار بالاقتصاد العالمي, وذلك من خلال الحد أو إعاقة حركة السفن التجارية والناقلات النفطية التي تمر عبر مضيق هرمز الذي سينتج عنه ارتفاع أسعار النفط: مما يدعم الاقتصاد الإيراني حتى مع انخفاض إجمالي حجم صادراته النقطية. وعليه, حذر الخبير الاستراتيجي “جيمز هولمز” في مقالته المنشور على موقع ناشيونال إنترست التي بعنوان “The U.S- Iran Naval War of 2019: What it Could Look Like” من أن السفن التجارية والناقلات النفطية التي تعبر من مضيق هرمز تكون دائما في مرمى الأسلحة الإيرانية المضادة للسفن المنصوبة على الشاطئ, وحتى لو عبرت بسلام فإنها تظل تحت تهديد القوات الإيرانية الموجودة في جزر طنب وأبو موسى, والتي تطالب دولة الإمارات ايران منذ عام 1971م بإنهاء احتلالها لها, حيث تقع جزيرتا طنب الكبرى وطنب الصغرى في منتصف المساحة الفاصلة بين خط الملاحة البحري الداخل إلى الخليج العربي والخارج منه, وتشرفان على الجهة الجنوبية للمسار البحري الداخل إلى الخليج. أما جنوبهما فيشرفان على الجهة الشمالية للمسار البحري الخارج من الخليج. بينما يشرف الجزء الشمالي من جزيرة أبو موسى على الجهة الجنوبية للمسار البحري الخارج من الخليج, وفي تاريخ 10/5/2019 حذرت الإدارة الأمريكية للملاحة من احتمال شن إيران ووكلائها هجمات ضد سفن تجارية قد تشمل ناقلات نفط في منطقة الخليج العربي, وسرعان ما تعرّضت 4 سفن تجارية لأعمال تخريبية خارج المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة في خليج عُمان والقريبة من مضيق هرمز حيث لم ينتج عن تلك الأعمال التخريبية أية خسائر في أرواح أفراد طواقم السفن الأربع, وذلك بعد يومين من التحذير الأمريكي.
في الختام. تسعي دولة الإمارات العربية المتحدة جاهدةٌ للحفاظ على أمن حركة التجارة الدولية والملاحة البحرية منذ استقلالها, وتعمل دائماً للحفاظ على أمن وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها أينما كانوا, والجدير بالذكر أن القيادة العامة لشرطة دبي أطلقت مؤخرأ تطبيقاً ذكياً وهو “أبحر بأمان” الذي يُمكن مرتادي البحر في إمارة دبي من تسجيل خطط رحلاتهم ومواقعهم المتوقعة خلال كل رحلة بحرية يقومون بها, حيث يوفر لهم آلية سهلة وموثوقة للاتصال. أو طلب الاستغائة من شرطة دبي في الحالات الطارئة: ومن خلال هذا التطبيق تقوم الشرطة بتحديد مواقعهم للوصول إليهم عند طلبهم المساعدة. وهي فكرة جديرة بالتعميم لتطبيقها على بقية مناطق الدولة من أجل ضمان أمن وأمان مرتادي البحر في دولة الإمارات العربية المتحدة.