مجلة الأمن – العدد 532 – مايو 2019م
تشكل الطائرات بدون طيار مؤخراً تهديداً لأمن واستقرار الكثير من دول العالم, حيث أدرجت ضمن الأسلحة التي تعتمد عليها الجماعات الإرهابية لتنفيذ هجماتها في الدول المقيمة على أراضيها بقصد زعزعة أمنها واستقرارها لتحقيق مصالحها.
فعلى سبيل المثال في 4 أغسطس 2018م, استهدف الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في وضح النهار من قبل طائرات بدون طيار محملة بمتفجرات أثناء استعراض عسكري. إلا أن الطائرات انفجرت قبل وصولها إلي المنصة التي كان يقف عليها الرئيس الفنزويلي بمسافة شاسعة. حيث لم يتعرض لأي اصابة. بينما استطاعت طائرة بدون طيار محملة بالمتفجرات في 10 يناير 2019م من قتل واصابة ضباط وجنود من الجيش اليمني كانوا يشاهدون عرضاً عسكرياً بقاعدة العند الجوية في جنوب اليمن. على الرغم من أَنَّ الطائرة التابعة لجماعة الحوثيين انفجرت عند ارتفاع عشرين مترأ فوق منصة العرض بالقاعدة الجوية.
وعليه؛ فإنه رغم إمكانية الدول للتصدي للطائرات الهجومية الكبرى بواسطة التقنيات التقليدية المضادة للطائرات, إلا أن التصدي للطائرات بدون طيار الصغيرة ينطوي على تحديات أمنية متعددة. حيث أنها غير قابلة للكشف بواسطة رادارات الدفاع الجوي المصممة لرصد الطائرات الكبيرة, كما يصعب رؤية الطائرات بدون طيار بالعين المجردة حتى من مسافات قريبة, كما أن الرادارات المصممة لكشف أجسام لها مواصفات الطائرات بدون طيار الصغيرة تعجز عن التمييز بين الطائرة وبين الطائر. حيث لا توجد تقنية كشف واحدة بين تقنيات الأنظمة الجوية المضادة للطائرات بدون طيار قادرة على كشف وتعمّب كافة أنواعها؛ نظراً لعدم وجود معايير دولية خاصة لتصميم واستخدام تكنولوجيا الأنظمة الجوية المضادة للطائرات بدون طيار. حيث تتخذ تلك الطائرات في كل مُدّة أشكالاً جديدة وتستعين بأنظمة اتصالات وملاحة وطاقة قد تكون منيعة بوجه تقنيات الكشف والاعتراض الموجودة لدى الدول.
وعلى الرغم من التعقيدات التكنولوجية المتعلقة بالسيطرة على كشف واسقاط الطائرات بدون طيار المعادية استطاعت السلطات الأمنية في هولندا بالتعاون مع شركة “Guard From Above” حل تلك المعضلة الأمنية. حيث قاموا بتدريب نسور على اسقاط الطائرات من دون طيار التي تشكل تهديداً للأمن العام فاستطاعوا من خلال التدريب العمل على دفع النسور لمطاردة الطائرات من دون طيار كفرائس وتعطيل مراوحها من خلال مخالبها, حيث إن مخالب النسور قوية وصلبة بما يكفي لصيد معظم أنواع الطائرات بلاطيار دون أن نتصيبها شفرات الطائرة.
في الختام, تلعب تكنولوجيا الطائرات الذكية بدون طيار دوراً محورياً في تحسين بيئة المدن الذكية كمدينة دبي. وذلك على صعيد تعزيز أمن وذكاء المدينة. حيث تنطوي هذه الطائرات على الكثير من الإمكانيات التي تمكنها من إنقاذ الأرواح في حالات الأزمات والكوارث بالإمارة. إلا أنه رغم ذلك تحدث تجاوزات من قبل بعض أفراد المجتمع لتشريع الهيئة العامة للطيران المدني الذي حدد المناطق التي يحظر فيها استخدام أو تشغيل الطائرات بدون طيار, وعليه يجب المضي قُدماً بنشر الوعي المجتمعي حيال ذلك.