مجلة الأمن – العدد 531 – أبريل 2019م
بآخر جلسة من جلسات المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي عُقَد في مدينة لندن بالمملكة المتحدة في 6 مارس 2019م والذي غطت جلساته المغلقة طوال يومين أفضل الممارسات الناجحة لمواجهة التطرف ومكافحة الإرهاب. صرح نيجل بروماج؛ العضو السابق في إحدى جماعات اليمين المتطرف في أوروبا, بأن جماعات اليمين المتطرف تشكل خطراً على المجتمعات الغربية؛ وأن الفئة المستهدفة لهم ليست الجالية المسلمة المقيمة على أراضيهم فحسب وإنما أنظمتهم الحاكمة أيضاً, حيث يدعون من خلال وقفاتهم الاحتجاجية والرسوم الكاريكاتورية التحريضية التي يرسمونها على جدران المباني أو عبر ما يرسلونه على شبكات التواصل الاجتماعي إلى طرد المسلمين من الغرب. وإلىالانفصال عن الاتحاد الأوروبي لاستعادة الدولة القومية المتجانسة داخلياً كما كانت قبل انضمامها للاتحاد.
كما صرح (بروماج) بأن جماعات اليمين المتطرف قامت بتصميم تطبيقات ألعاب على الهواتف الذكية تدعو للعنف والكراهية للآخر. وأعطى مثالاً للعبة تدعو لقتل رجال الشرطة بالاتحاد الأوروبي بكل برودء وبعد أسبوع من نهاية المؤتمر قام أحد المنتمين لجماعات اليمين المتطرف بهجوم إرهابي ضد مسلمين كانوا يصلون صلاة الجمعة في مسجدين في مدينة كرايست تشيرش في نيوزلندا, وأدى لسقوط أكثر من 50 قتيلاً ومثلهم من الجرحى. حيث نقل المهاجم مباشرةٌ مقاطع من اعتدائه على المصلين عبر تطبيق فيس بوك لايف «Facebook Live», وطلب من المشاهدين في بداية المقطع الاشتراك في قناة بيو داي باي «PewDiePie» على تطبيق اليوتيوب والمتخصصة بألعاب الفيديو الرقمية: والتي يتابعها أكثر من 89 مليون مشترك. ومن ثم مكن المشاهدين من رؤيته وهو ينتقل من ضحية إلى أخرى مطلقاً النار على الجرحى الذين حاولوا الهروب منه. في محاكاة رمزيّة لإحدى ألعاب القتال المعروفة ببجي «PUBG», وعليه فإن طريقة تنفيذ العملية الإرهابية جاءت لتؤكد صحة فرضية نيجل بروماج.
إن خطر جماعات اليمين المتطرف لا تقل خطورةٌ عن أعضاء تنظيم القاعدة: وداعش, والإخوان المسلمين. حيث يجتمعون على فكرة كراهية المسلمين والآخرين الذين يخالفونهم في الفكر الذي يؤمنون به. كما تجمع هذه الجماعات عمليات شن الهجمات الإرهابية على المجتمعات الآمنة في الغرب من أجل تحقيق أهدافها, حيث كشف تقرير من الحكومة البريطانية صدر في عام 2018م بأن المملكة المتحدة واجهت ولا تزال تواجه تهديدات إرهابية من جماعات اليمين المتطرف. حيث تعرضت بريطانيا خلال السنوات الخمس الماضية لأربع هجمات إرهابية من أفراد منتمين لجماعات يمينية متطرفة. وعليه فإنه يجب أن تتم مراجعة محتوى تطبيقات ألعاب الفيديو الرقمية الواردة لدينا داخل دولة الإمارات العربية المتحدة التي تدعو للتطرف والعنف ضد الآخرين المختلفين في الفكر. ونشر الوعي المجتمعي حيال خطورة محتوى تلك الأنعاب التي تهدف في المقام الأول لزرع بذور التطرف في عقول الأطفال والشباب؛ لاستغلالهم في المستقبل من قبل الجماعات المتطرفة لزعزعة أمن واستقرار الدولة.