مجلة الأمن – العدد 552 -فبراير 2021م
بعد مرور عام على جائحة كورونا المستجد «COVID-19» والتي أدت لوفاة أكثر من مليوني شخص، وإصابة أكثر من 78 مليون شخص في العالم حتى كتابة هذه السطور، بدأ ضوء من الأمل يبزغ على الساحة الدولية بعد ظهور العديد من اللقاحات المضادة لفيروس «COVID-19»، حيث تعد اﻟﻠﻘﺎﺣﺎت المضادة للأمراض المعدية أﻓﻀﻞ اﻟﺤﻠﻮل اﻵﻣﻨﺔ واﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠيها، وﻣﻨﻊ اﻧﺘﺸﺎرها في المجتمعات، حيث استطاع العالم القضاء بشكل نهائي على مرض الجدري في عام 1980 من خلال حملات التطعيم العالمية التي أدت لاندثاره عن الوجود.
إلا أنه وبعد ظهور اللقاحات المضادة لفيروس «COVID-19» والبدء في انتاجها وتوزيعها في مختلف أنحاء العالم، ظهرت حملات عالمية مناهضة لتلقي التطعيم بذريعة التشكيك في فعاليتها وآثارها الجانبية الخطرة التي قد تصيب متلقيها. والجدير بالذكر أن التشكيك في التطعيمات بدأ منذ ظهور أول حملة تطعيم وطنية في بدايات القرن التاسع عشر في فرنسا، حيث توجس أغلبية الشعب الفرنسي من التطعيم ضد مرض الجدري الذي كان مستشرياً داخل حدودهم وحصد الآلاف منهم، وعليه عمد نابليون بونابرت، إمبراطور فرنسا حينها، في مايو عام 1811 إلى تطعيم ابنه الذي كان يبلغ شهرين من عمره باللقاح ضد مرض الجدري، الأمر الذي شجع الفرنسيين على تلقي التطعيم، ليتراجع عدد وفياتهم بمرض الجدري بشكل لافت مقارنة بأعداد وفياتهم قبل الحملة.
وفي دولة الإمارات العربية المتحدة بدأت حملة تطعيم وطنية باللقاح المضاد لفيروس «COVID-19» عبر مراكز التطعيم المعتمدة من قبل وزارة الصحة ووقاية المجتمع والمنتشرة في مختلف أنحاء الدولة، بهدف تطعيم أكثر من %50 من المواطنين والمقيمين بالمجان خلال الربع الأول من عام 2021 من أجل حماية أرواحهم وضمان كسر سلسلة العدوى، والحد من انتشار الوباء على أراضيها، حيث بدأت الحملة بتلقي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، اللقاح المضاد لفيروس «COVID-19»، والذي وجهه بتوفير كافة الإمكانات من توفير اللقاحات المضادة لفيروس «COVID-19» بمختلف أنواعها لشعب الإمارات، وضمان تسهيل إجراءات التطعيم لهم، حيث استطاعت فرق العمل المشكلة في مختلف إمارات الدولة تقديم أكثر من مليونين ونصف المليون جرعة لقاح إلى المواطنين والمقيمين في الدولة خلال فترة وجيزة من بداية الحملة، واحتلت على اثرها الدولة المركز الأول على مستوى العالم في توزيع الجرعات اليومية للقاح ضد فيروس «COVID-19» قبل نهاية شهر يناير لعام 2021، حيث ازداد الإقبال من مختلف فئات المجتمع للحصول على التطعيمات على الرغم أنه اختياري، وهو ما ينمُّ عن ثقتهم بالسلطات الصحية الإماراتية التي دققت على سلامة وفاعلية اللقاحات التي اعتمدتها، حيث تكاتفت أيادي شعب دولة الإمارات والمقيمين على أراضيها مع أيادي الحكومة الاتحادية والمحلية من أجل التعافي من هذه الجائحة العالمية، وعليه كان شعار الحملة الوطنية للتطعيم هو «يداً بيد نتعافى».