عام الاستعداد للخمسين

بـ almualladev

مجلة الأمن – العدد 540 – يناير 2020م

بدخول عام 2020 بدأت عشرينيات القرن الواحد والعشرين، هذا العقد الذي كان قبل مائة عام عقد رخاء اقتصادي لدول العالم إلا أنه عند نهايته وتحديداً في 29 أكتوبر عام 1929 اندلعت شرارة أزمة الكساد العظيم (the Great Depression) في أسواق المال بالولايات المتحدة الأمريكية وامتدت آثارها إلى باقي دول العالم المرتبطة مصالحها القومية بمصالح الولايات المتحدة، حيث أدى انهيار البورصة في الولايات المتحدة إلى ركود اقتصادي أدى لارتفاع معدل البطالة في المجتمع الأمريكي وانعكس ذلك سلباً على دول أوربا وباقي دول العالم كالأرجنتين التي كان اقتصادها من أقوى عشر اقتصادات في العالم في حينه ولم تستطع النهوض باقتصادها إلى يومنا هذا. إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية بعد وصول فرانكلين روزفلت للرئاسة في عام 1933 استطاعت التعافي من أزمة الكساد الكبير وخلق تدابير احترازية تضمن حماية اقتصادها ومنع أي كساد قد يقع على أراضيها في المستقبل، حيث استطاع الرئيس الأمريكي من خلال إقراره لمجموعة برامج اقتصادية أطلق عليها «الصفقة الجديدة» أن يخلق وظائف للعاطلين وأن يقدم مساعدات للمحتاجين وأن يصلح النظام المالي الذي كان قائماً الأمر الذي أدى إلى إنعاش الاقتصاد الأمريكي قبل نهاية العقد الثالث من القرن العشرين، حيث صرح روزفلت بأنه لا ينظر إلى الولايات المتحدة على أنها منتَج نهائي بل أُمةً لا تزال قيد التصنيع.

وفي دولة الإمارات العربية المتحدة تستعد حكومتها هذا العام للإعداد والاستعداد للاحتفال بمناسبة الخمسين عام على استقلال الدولة التي أسسها المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأخوانه حكام الإمارات، رحمهم الله، في عام 1971. حيث استطاعت الدولة منذ استقلالها أخذ شعب الإمارات إلى ركب الحضارة والدخول بها إلى مصاف دول العالم المتقدمة نتيجة التنمية الشاملة التي زرع بذورها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على أرضها واستثماره في تعليم شبابها مـن أجل بناء مستقبلها، لذا صرح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بأنه «قبل خمسين عاماً صمم فريق الآباء المؤسسين حياتنا اليوم، ونريد العام القادم تصميم الخمسين عاماً القادمة للأجيال الجديدة»، حيث سيتم العمل خلال هذا العام على وضع خطط تنموية خمسينية لإحداث قفزات في الاقتصاد والتعليم والبنية التحتية والصحة والإعلام، حيث أن المعركة التي نخوضها هي «معركة بناء مستمرة وستبقى».

إقرأ المزيد