الجهود الدولية لمحاربة منظمة «داعش» الإرهابية

بـ almualladev

مجلة الأمن – العدد 557 – يوليو 2021م

بعد اجتياح الاتحاد السوفيتي لأفغانستان في عام 1979 لمساندة النظام الشيوعي الحاكم الذي تولى السلطة في البلاد والذي كان يواجه معارضة من معظم شرائح الشعب الأفغاني نتيجة تأثير القوة القومية لهذا الشعب الذي يرفض إعادة هندسته اجتماعياً، وعليه قامت الولايات المتحدة الأمريكية بمساندة الأطراف الأفغانية المعارضة للغزو السوفيتي من خلال تقديم الدعم اللوجيستي لهم من أسلحة وأموال بهدف إطالة أمد الحرب لإنهاك الاتحاد السوفيتي التي كانت في حرب باردة معها، حيث استمرت الحرب لمدة 10 سنوات، استنزف خلالها الاتحاد السوفيتي موارده الأمر الذي أدى لانهياره بعد انتهاء الحرب بثلاثة سنوات فقط.

خلال فترة الاحتلال السوفيتي لأفغانستان وتحديداً في منتصف ثمانينات القرن العشرين، بدأت معسكرات التدريب التابعة للأفغان المناهضين للغزو السوفيتي باستقبال الآلاف من المتطوعين من الدول العربية والإسلامية الذين جاؤوا للقتال معهم، حيث تم خلال تلك المعسكرات تدريبهم على القتال وإعطائهم محاضرات حول الفكر المتطرف القائم على تكفير الآخرين الغير مؤمنين بفكرة إقامة دولة الخلافة الإسلامية وإن كانوا من المسلمين ووجوبْ قتالهم لإعادة احيائها، حيث اصبح هذا الفكر عابراً للحدود بعد انتهاء الحرب ورجوع غالبية المقاتلين العرب والمسلمين إلى دولهم، وتجسد هذا الفكر على أرض الواقع بعد تشكيل ما يسمى بتنظيم القاعدة على الأراضي الأفغانية والتي قامت عناصره باستهداف مصالح الولايات المتحدة الأمريكية خارج أراضيها إلى أن قامت بارتكاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 بداخلها والذي نتج عنها قرار اجتياح الولايات المتحدة الأمريكية لأفغانستان في نفس العام للقضاء على التنظيم، إلا أن هذا التنظيم سرعان ما انتشر عناصره وأفكاره في مختلف أنحاء العالم، واستطاع عناصر تنظيم «داعش» المنشقين عن تنظيم القاعدة الاستحواذ على مناطق شاسعة من العراق وسوريا وتشكيل دولة على أراضيها في يونيو 2014 سرعان ما تم القضاء عليها في مارس 2019، وفي تقرير لأجهزة الأمن الروسية نشر في مايو 2019 أفاد عن تواجد قرابة 5000 عنصر من قوات تنظيم «داعش» فرع ولاية خراسان كانوا يقاتلون في السابق في سوريا بالقرب من حدود روسيا الاتحادية المتاخمة لأفغانستان، حيث يمتلك عناصر هذا التنظيم تكنولوجيا عسكرية متطورة كالطائرات المسيرة ومواد وبنية تحتية لإنتاج الأسلحة الكيميائية والسموم الحيوية، وعناصره مدربة على أحدث أساليب الأنشطة التخريبية، بالإضافة إلى أن تمويلهم يتم من خلال استخدام العملات الرقمية في الشبكة العنكبوتية، وعليه فأنه بالرغم من أن حرب الولايات المتحدة الأمريكية في أفغانستان استمرت لمدة 20 عاماً، إلا أنه لم يتم القضاء على عناصر هذا التنظيم الإرهابي حتى حينه، لذا أعلن جو بايدن، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، عن سحب جميع القوات الأمريكية من أفغانستان بحلول الحادي عشر من سبتمبر 2021 لإنهاء أطول حرب في التاريخ الأمريكي.

في الواقع تم تشكيل تحالف دولي ضد تنظيم «داعش» من عدة دول من ضمنها دولة الإمارات العربية المتحدة لتقويض نشاطاته التي تهدد الأمن والسلم الدوليين، حيث أكدت دولة الإمارات في آخر اجتماع للتحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» والذي انعقد في روما في يونيو 2021 على ضرورة “مواصلة الجهود المشتركة في مواجهة أيديولوجية «داعش» وأفكاره الإرهابية، وتقليص قدرته على التوسع في أجزاء أخرى من العالم”.

إقرأ المزيد