التبعات الاقتصادية لأزمة وباء فيروس كورونا المستجد العالمية

بـ almualladev

مجلة الأمن – العدد 544 – مايو 2020م

في قمة الأمن القومي لإيرلندا «The National Security Summit Ireland» التي عُقدت في دبلن عاصمة الجهورية الإيرلندية في  25فبراير2020، صرح الاستاذ الدكتور جريج كينيدي، استاذ استراتيجية السياسة الخارجية في كلية كينجز لندن «King’s College London»، بأن الدولة التي تسببت بخلق فيروس كورونا المستجد «COVID – 19» ونشره في الصين من أجل الضرر باقتصادها لم يكن لديها بُعد نظر بأن هذه الأزمة ستنعكس سلباً على اقتصادها بعد أسبوع أو شهر، لأن هذا ما حصل بالفعل ولا تزال تبعاته قائمة على اقتصادات دول العالم. 

في نهاية شهر مارس لعام 2020 أعلن صندوق النقد الدولي بأن وباء فيروس كورونا المستجد دفع الاقتصاد العالمي إلى مرحلة ركود وانكماش في دخل الأفراد أسوأ مما كان عليه الوضع بعد عام  من نهاية الأزمة المالية العالمية التي وقعت عام 2008، وذلك لأن التدابير الاحترازية التي اتخذتها معظم دول العالم لاحتواء انتشار عدوى الفيروس إلى مواطنيها والمقيمين على أراضيها أدت إلى وقف عجلة تنمية اقتصاداتها حيث تم تقليص أنشطة قطاع الطيران ووقف قطاعات حيوية كالسياحة والترفيه ومنافذ البيع بالتجزئة في الكثير من دول العالم، وعليه أعلن غاي رايدر، مدير عام منظمة العمل الدولية، عن تأثر حوالي 81% من القوى العاملة في معظم أنحاء العالم الذين يقدر عددهم بحوالي 3.3 مليار موظف نتيجة إغلاق أماكن عملهم بشكل جزئي أو كامل بسبب تفشي الوباء في مجتمعاتهم. علماً بأن الوضع الاقتصادي العالمي نتيجة القيود على التحرك براً وجواً وبحراً مشابه لما حدث أثناء الحرب العالمية الثانية في النصف الأول من القرن العشرين. 

في الواقع تختلف الأزمة الاقتصادية العالمية الناتجة عن وباء فيروس كورونا المستجد عن الأزمة المالية العالمية التي حدثت في عام 2008، حيث أن الأزمة الاقتصادية تكون نتيجة أزمة في نمو قطاعات الاقتصاد الحقيقي كالصناعة والتجارة والزراعة أما الأزمة المالية فتكون نتيجة اختلال فجائي في القطاع المصرفي وأسواق المال. وعليه فإن التحفيزات التي تقوم بها المصارف المركزية حول العالم للتعافي من الركود الاقتصادي كلها أسباب قد تدير عجلة الاقتصاد من خلال قطاعات محددة فيه فقط وليس لكافة القطاعات الرئيسية التي تدعم اقتصاد الدول، كالقطاع الصحي الذي قال عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بأنه أكثر أهمية من السياسة والاقتصاد، لأنه ثبت بأن «السياسة والاقتصاد يتقزمان أمام فيروس». 

إقرأ المزيد