مجلة الأمن – العدد 546 – أغسطس 2020م
اكتشف العالم الفلكي «جاليليو جاليلي» كوكب المريخ في عام 1609 من خلال التليسكوب الذي اخترعه في نفس العام، حيث كان الكوكب يُنظر إليه في السابق بأنه نجم متوهج، لذا حاول العديد من بعده من علماء الفلك والباحثين استكشاف المزيد من المعلومات عن المريخ من أجل فك طلاسم الألغاز التي نسجت حوله على مدى قرون، وأهمها حقيقة وجود حياة سابقة على سطحه كونه يشبه نسبياً كوكب الأرض، وعن إمكانية لجوء البشرية إليه في حالة صعوبة الحياة على الأرض في المستقبل، لذلك ما يزال العلماء يعكفون على دراسة بيئة كوكب المريخ، وظروف الحياة على سطحه.
في الواقع لم يتم استكشاف الفضاء إلا في أتون الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي السابق والولايات المتحدة الأمريكية وتحديداً في تاريخ 4 أكتوبر 1957 عندما أطلق الاتحاد السوفيتي أول قمر اصطناعي في التاريخ ويُدعى «Sputnik 1» في الفضاء، وعليه قررت الولايات المتحدة الأمريكية الدخول في سباق الفضاء «the Space Race» مع الاتحاد السوفيتي، وأطلقت بعد أربعة أشهر قمراً اصطناعياً يُدعى «Explorer 1» إلى الفضاء، حيث توالت عمليات إطلاق الأقمار الاصطناعية على مدار الأرض وخارجه، وإرسال المركبات الفضائية المأهولة وغير المأهولة لاستكشاف الفضاء الخارجي بين الطرفين، حيث كان التهافت على غزو الفضاء يُعبّر عن خوف كلّ من الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية من أن يسبق أحدهما الآخر، وكان استكشاف الفضاء جزءاً مهماً من التنافس الأيديولوجي والتكنولوجي بين الدولتين أثناء الحرب الباردة في القرن العشرين.
وفي العقد الثاني للقرن الواحد والعشرين أصبحت دولة الإمارات الخامسة في العالم التي تطلق مسباراً إلى المريخ، حيث قامت في 20 يوليو 2020 بإرسال مسبار أطلقت عليه «مسبار الأمل» بمهمة استكشافية إلى المريخ لرصد التغيرات المناخية على سطح الكوكب، ومن المتوقع أن يصل لمدار المريخ في الربع الأول لعام 2021، بالتزامن مع ذكرى مرور 50 عاماً على تأسيس الدولة الاتحادية. حيث تُجسّد هذه المهمة رؤية مؤسس الدولة المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لاستكشاف الفضاء في المستقبل، حيث قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إن الشيخ زايد، رحمه الله، في عام 1976 صرّح بطموحه لاستكشاف الفضاء في اجتماع عقده مع خبراء من وكالة الفضاء الأمريكية NASA والذي تحقق بعد 44 عاماً على أرض الواقع بسواعد أبنائه.